Monday, September 28, 2009

هل تريدين النسيان حقًا؟







هل تريدين النسيان حقًا؟

افتحي ذراعيك يا ذاكرتي فقد حان استقبال النسيان

مذ قرّرت نسيانه، ألم يجتاحك لا تعرفين مكمنه.

في أيّ مكان كان يقيم فيك هذا الرجل بالضبط إلى الآن لا تدرين.
فكلّ شيء في جسدك يؤلمك مذ قرّرت ألّا مكان له بعد الآن في حياتك.
تفهمين معنى قول نزار " أقصّ جذور هواك من الأعماق ".
الألم لا يوجد على السطح. إنّه في نهايات عصب الأعضاء. في مفاصلك و خلاياك.

كلّ ما فيك يبكيه و يحقد عليه. يبكيك و يتمرّد عليك. و أنت الخصم و الحكم.
و القرار و الألم.
و عليك أن تحسمي أمرك بحزم: هل تريدين النسيان حقًّا ؟ و حتى عندما تجيبين " بنعم " اسألي نفسك مجدّدًا على طريقة جورج قرداحي " هل هذا هو جوابك النهائيّ ".

ففي هذا الموضوع بالذات.
ستغيّرين جوابك أكثر من مرّة. حتى بعد انتهاء الوقت المحدّد.

ثمّ.. في هذا السؤال بالذات لا تستعيني بالجمهور و لا بصديقة. فلن يكونوا هنا حين ستخوضين ليلًا نهارًا أشرس معارك حياتك ضدّ الذاكرة. أيّ ضدّ نفسك.

ما تودّين القيام به هو بالذات أن تبتري أجزاءً منك و أن تستبدلي بها قطع غيار بشريّة جديدة لا علاقة لها بما فيك. و ليس على قرصها المضغوط أيّة ذكريات.

أيّ أنّك تريدين استبدال الذاكرة بالنسيان، الذي هو جسم غريب عنك. لذا سيرفضه جسمك في البداية. و تبدو عليك أعراض مرض عضوي و نفسي يرافق مثل هذه الحالات.

إن نويت على النسيان أدخلي المعركة و أعطي الوقت وقتًا.
يحدث للجسم أن ينسجم حتى مع قلب اصطناعي يخفق فيه.
ما أدراك ربما كنت أوّل عربيّة تنجح معها التجربة !