Wednesday, December 27, 2006

Thursday, August 31, 2006

تحية ... و قبلة

-1-

تحيّة ... و قبلة
و ليس عندي ما أقول بعد
من أين أبتدي ؟ .. و
أين أنتهي ؟
و دورة الزمان دون حد
و كل ما في غربتيزوادة ، فيها رغيف يابس ،
ووجدودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد
من أين أبتدي ؟
و كل ما قيل و ما يقال بعد غد
لا ينتهي بضمة..
أو لمسة من يد
لا يرجع الغريب للديار
لا ينزل الأمطار
لا ينبت الريش على جناح طير ضائع ..
من أين أبتدي
تحيّة .. و قبلة.. و بعد ..
أقول للمذياع ... قل لها أنا بخير
أقول للعصفورإن صادفتها يا طير لا تنسني ،
و قل : بخيرأنا بخيرأنا بخير
ما زال في عيني بصر !
ما زال في السما قمر !
و ثوبي العتيق ، حتى الآن ، ما اندثر
تمزقت أطرافه لكنني رتقته...
و لم يزل بخير و صرت شابا
جاور العشرين تصوّريني ...
صرت في العشرين و صرت كالشباب
يا أماه أواجه الحياه
و أحمل العبء كما الرجال يحملون
و أشتغل في مطعم ... و أغسل الصحون
و أصنع القهوة للزبون و ألصق البسمات فوق وجهي
الحزين ليفرح الزبون
-3-
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه أدخن التبغ ،
و أتكي على الجدار
أقول للحلوة : آه كما يقول الآخرون"
يا أخوتي ؛ ما أطيب البنات ،
تصوروا كم مرة هي الحياةبدونهن ... مرة هي الحياة " .
و قال صاحبي : "هل عندكم رغيف ؟
يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان إن نام كل ليلة ... جوعان ؟
"أنا بخيرأنا بخيرعندي رغيف أسمرو سلة صغيرة من الخضار
-4-
سمعت في المذياع
قال الجميع : كلنا بخير لا أحد حزين ؛
فكيف حال والدي ألم يزل كعهده ،
يحب ذكر الله و الأبناء .. و التراب .. و الزيتون ؟
و كيف حال إخوتي هل أصبحوا موظفين ؟
سمعت يوما والدي يقول :سيصبحون كلهم معلمين ...
سمعته يقول( أجوع حتى أشتري لهم كتاب )
لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب
و كيف حال أختناهل كبرت .. و جاءها خطّاب ؟
و كيف حال جدّتي
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟
تدعو لنابالخير ... و الشباب ... و الثواب !
و كيف حال بيتناو العتبة الملساء ...
و الوجاق ... و الأبواب !
سمعت في المذياع
رسائل المشردين ... للمشردين
جميعهم بخير !
لكنني حزين ...تكاد أن تأكلني الظنون
لم يحمل المذياع عنكم خبرا ...
و لو حزين و لو حزين
-5-
الليل - يا أمّاه - ذئب جائع سفاح
يطارد الغريب أينما
مضى ..
ماذا جنينا نحن يا أماه ؟
حتى نموت مرتين
فمرة نموت في الحياةو مرة نموت عند الموت!
هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟
هبي مرضت ليلة ... وهد جسمي الداء !
هل يذكر المساءمهاجرا أتى هنا...
و لم يعد إلى الوطن ؟
هل يذكر المساءمعاجرا مات بلا كفن ؟
يا غابة الصفصاف !
هل ستذكرين أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
- كأي شيء ميت - إنسان ؟
هل تذكرين أنني إنسان
و تحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟
أماه يا أماه
لمن كتبت هذه الأوراق أي بريد ذاهب يحملها ؟
سدّت طريق البر و البحار و الآفاق ...
و أنت يا أماه
ووالدي ، و إخوتي ، و الأهل ، و الرفاق ...
لعلّكم أحياءلعلّكم أموات لعلّكم مثلي بلا عنوان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن بلا علم ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
ما قيمة الإنسان بلا وطن بلا علم ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
__________________

Wednesday, August 30, 2006

اعْتِذارٌ صَريحٌ لِحَبيبَتي

- 1 -
مَطَرٌ عَلى جُدرانِ لَيلَتِنا..وَمازالتْ عُيونُ الليلِ باكِيَةً..وَكَمْ أَحتاجُ هذا الوَقْتَ أَن أَبكي،وَلكنِّي عَصِيُّ الدَّمعِ يا فِردَوسِيَ المَفقودَ..في هذا المَساءْضاعَتْ جَميعُ الأَبجَديَّاتِ احْتَرقْتُ..لِكي أُكَوِّنَ أَبجَدِيَّةَ حُبِّنالَكنَّهُمْ قَد صادَروا كُلَّ الحُروفِ..وَأَبجَديَّةَ حُبِّنا،قَد صادَروا لُغَتي، وَحُنْجُرَتي،وَعَينيْكِ اللتينِ إِليهِما آوي..إِذا ضاقَ الفَضاءْعَيناكِ تَحتَرِقانِ في قَلبي.. وَعُمْري في مَحَطَّتِهِ الأَخيرَةِ..يَسأَلُ الرُّكَّابَ عَن عَينيْكِ..هَل رَحَلَ الرَّبيعُ وَلَمْ تَزَلْ عَيناكِ في الدُّنيا؟وَهَل رَحَلتْ عُيونُكِ أَم سَتَبقى؟هَل سَنَبقى دُونَما شَمسٍ وَلا قَمَرٍ- إِذا ما سافَرتْ عيناكِ سَيدتي - إِلى يَومِ اللقاءْ ؟!

- 2 -
تَتَلأْلَئينْ..كَسَنىً بَهيجٍ تَلمَعينْيا مَن يُغَطِّي جِسْمَها،عِشرونَ حَقلاً مِن حُقولِ الياسَمينْيا مَن يَسيرُ وراءهَا، سِربٌ مِنَ الغِزلانِ، كَي تَتَعَلَّمَ المَشيَ الأَنيقَ..عَلى غُيومِ القَلبِ، في فَصْلِ الهَوىتَمشي فَراشاتٌ مُلَوَّنَةٌ، وَراءَ مَليكَتيوَأَنا حَزينْ

- 3 - مُرِّي مُرورَ سَحابَةٍ بَيضاءَ..فَوقَ حُقولِ قَلبي،وَاهطِلي بَرَداً وَثَلجَاً، طَهِّريهِ مِنَ الفُتورْتَتَراقَصُ الكَلِماتُ فَوقَ يَدي..وَبَينَ أَصابِعي..وَأَنا أُحاوِلُ أَنْ أُشَكِّلَ مِنكِ أُغنِيَةً..وَلكنَّ الحُروفَ تَضيعُ ما بَينَ السُّطورْمازِلتُ أَبْحَثُ عَن رَحيقِ الحَرفِ في لُغَتي..وَلكنِّي وَجَدتُ حَريقَهُفَتَقَلَّبتْ بَعضُ الحُروفِ.. وَغَيَّرتْ مَعنى السِّياقِ،فَغِبتِ أَنتِ مَعَ الحُضورْمَن ذا يُعيدُ كِتابَتي وَقِراءتي؟وَالحُزنُ أَرهَقَني وَأَرهَقَ ما تَبَقَّىفي إِناءِ الرُّوحِ مِنْ رَمَقٍ..وَمِن وَشَلٍ وَمِن صَبرٍ صَبورْ

- 4 -
أَحَبيبَتي..قَدْ نَلتَقي في غُربةِ الرُّوحِ،اترُكيني هائِماً بَينَ المَنافي وَالفَيافي وَالضِّفافِ..فَقد أَجِيءُ وَلا أَجيءُ..فَحاوِلي أَن تَقرَئِيني مَرَّةً أو مَرَّتَيْنِ،وَحاوِلي أن تَعشَقيني مَرَّةً أَو مَرَّتيْنِ،وَحاوِلي أن تَقتُليني مَرَّةً أو مَرَّتيْنِ،لِكي أَعيشَ أنا وَأنتِ بِروحِنا الأَبَدِيِّ..في وَطَنٍ يُعَلِّمُنا تَرانيمَ الهَوىفَسَنَملأُ الجَرَّاتِ بِالخَمرِ المُقَدَّسِ وَالمُعَتَّقِ،ثُمَّ نَمزُجُهُ وَنَشرَبُهُ بِدَمعِ الزَّنْجَبيلْوَسَأَجْمَعُ النَّجمَ المُسافِرَ بَينَ أَحضانِ المَدى..تاجاً يُزَيِّنُ رأسَكِ العالي.. وَأَجْمَعُ مِن عُيونِ الليلِ كَأْساً.. كي أُكَحِّلَ مِنهُ عَينيْكِ المُسافِرَتَيْنِ في قَلبي،وَأَصغي يا مُعَذِّبَتي لِصَوْتِكِ وَالهَديلْ

- 5 - شَفَتاكِ أَشهى مِن نَبيذِ الليلِ..لَكنِّي تَعبتُ..تَعبتُ مِن تَفكيرِيَ المَسجونِ في عَقلي..فَحولَ العَقلِ أَلفُ كَتيبَةٍلا أَنتِ قادِرةٌ عَلى الأَحلامِ سَيِّدتي..ولا أَنا قادِرٌ ، وَالحُلْمُ عيدْبَيني وَبَينَكِ حائِطٌ يَعلو.. وَيَعلو..كُلَّما حاوَلتُ أَنْ أَعلو ، عَلا..عَيناكِ تَبتَعِدانِ في الأُفُقِ البَعيدْوَالرُّوحُ هائِمَةٌ..وَقَلبي وَالمزامِيرُ العَتيقَةُ وَالنَّشيدْ

- 6 -
أَعداؤُنا أَخَذوا عُيونَكِ..يا مُعَذِّبَتي وَراحواأَخَذوا النَّشيدَ - نَشيدَ إِنشادي وَراحواوَضَعوا القَصيدَةَ في وُجاقِ النَّارِ سَيِّدتي ، وَباحوالليلِ ما لا يُستَباحُسَحَبوكِ مِن روحي وَثاروا وَاستَراحواوَالقَلبُ تَمْلأُهُ الجِراحُيا طائِرَ الفينيقِ في قَلبي أَفِقْ..أَنا طائِرٌ لَكِ مِن بَقايا العُمرِ..مِن صَمْتِ الرَّمادِ..فَحَرَّضوا بَعضي عَلى بَعضي،فَما خَفَقَ الجَناحُ

- 7 -
أَعداؤُنا يَتكاثَرونَ يُحاصِرونَ قَصيدَتيفَخُذي سَديمَ الرُّوحِ وَانْتَشِري..دُهوراً حَولَ أَيَّامي وَلا لا تَرحَلي..أَبَداً وَظَلِّي مِثلَ ظِلِّي لا يُفارِقُني،خُذي ما شِئتِ أَنتِ حَبيبَتي،وَطَني وَداريوَأَنا المُحاصَرُ بَينَ حُزني وَانْكِساري..بين وَجْهَكِ وَاحْتِضاري..بَينَ أَشواقي وَناريفَلِذا أُقَدِّمُ يا مُعَذِّبَتي اعْتِذاري

Tuesday, August 29, 2006

اليك ايها الانسان



الى الانسان الذى عشت معه لحظات الحب الحقيقة
الى من كنت لا احسبة سوى صديقا وافيا
ووجدتة حبيبا مخلصا وقلبا نابضا
الى الحب الطاهر والابتسامة الوافية
الى من كان له فضل التغير فى حياتى
الى الانسان الذى ارغم قلبى على حبى له
وجعلنى لا اتمنى سوى انا اراة سعيدا
الى من اصبح كل حياتى
الى من اخذنى الى دنيا جميلة
كم تمنيت ان اظل بها

حقائب البكاء


حقائب البكاء
إذا أتى الشتاء..
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجة إلى البكاء
على ذراعيك..
على دفاتري..
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت ..
كل العصافير بلا منازل
يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.
كأنما الأمطار في السماء
تهطل يا صديقتي في داخلي..
عندئذ .. يغمرني
شوق طفولي إلى البكاء ..
على حرير شعرك الطويل كالسنابل..
كمركب أرهقه العياء
كطائر مهاجر..
يبحث عن نافذة تضاء
يبحث عن سقف له ..
في عتمة الجدائل ..
*
إذا أتى الشتاء..
واغتال ما في الحقل من طيوب..
وخبأ النجوم في ردائه الكئيب
يأتي إلى الحزن من مغارة المساء
يأتي كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء..
وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب
أمنحه السرير .. والغطاء
أمنحه .. جميع ما يشاء
*
من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟
وكيف جاء؟
يحمل لي في يده..
زنابقا رائعة الشحوب
يحمل لي ..
حقائب الدموع والبكاء..
-------------------------
نزار قباني

Saturday, June 03, 2006

ماذا تقـول لمن خـذل احساسـك ؟

ماذا تقـول لمن خـذل احساسـك ؟

عندما يخذلـون احساسـك الجميـل ويكسـرون أحلامـك بقسـوة ويرحلـون عنك كالأيام في العمــر وينبـت في قلبـك جـرح بأتسـاع الفـراغ خلفهـم ثم تأتي بهـم الأيام اليـك من جديـد
*****
فكيـف تستقبـل عودتهـم
وماذا تقـول لهـم ؟؟؟

قل لهـم
انك نسيتهـم وأدر لهـم ظهـر قلبـك وأمـض في الطريـق المعاكـس لهـم في الجهـة الأخـرى فربمـا كان هنـاك أناس يستحقونـك أكثـر منهـم

*****
قل لهـمان الأيـام لا تتكـرر وان المـراحـل لا تعـاد وانك ذات يـوم خلفتهـم تماما كما خلفـوكوان العمـر لا يعـود الى الـوراء أبـدا

*****
قل لهـمانك لفظـت آخر أحلامـك بهـم حيـن لفظـتك قلوبهـم وانك بكيـت خلفهـم كثيـرا حتى اقتنعـت بموتهـم وانك لا تملك قـدرة اعادتهـم الى الحيـاة في قلبــك مرة أخرى بعد أن اختـاروا المـوت فيـك

*****
قل لهـم
ان رحيلهـم جعلك تعيـد أكتشـاف نفسـك واكتشـاف الأشيـاء حـولك وانك اكتشفـت أنهم ليسـوا آخـر المشـوار ولا آخــر الأحسـاس ولاآخــر الأحـلام وان هناك أشيـاء أخـرى جميلـة ومثيـرة .. ورائعـة تستحـق عشق الحياة واستمراريتـها

قل لهـمانك أعـدت طلاء نفسـك بعدهـم وأزلـت آثار بصماتهـم من جـدران أعماقـك وأقتلعـت كل خناجرهـم من ظهـرك وأعـدت ولادتك من جديـد وحرصـت على تنقية المساحات الملـوثة منهم بك وان مساحتـك النقيـة ما عادت تتسـع لهـم
****
قل لهـمانك أغلقـت كل محطات الأنتظـار خلفهـم فلم تعـد ترتـدي رداء الشـوق وتقـف فـوق محطـات عودتهـم تترقـب القادميـن وتدقـق في وجـوه المسافـرين وتبحـث في الزحـام عن ظلالهـم وعطرهـم وأثرهم عل صدفـة جميلة تأتـي بهـم اليـك

*****
قل لهـم
ان صـلاحيتهـم إنتهت
وأن النبض في قلبك ليس بنبضهم
وأن المكان فـي ذاكرتك ليس بمكانهم
ولم يتبق لهم بك سوى الأمـس
بكل ألم وأســى وذكـــرى الأمـس
*****
قل لهـم
ان لكـل إحسـاس زماناً
ولكل حلم زماناً..ولكـل حكايـة زمانـاً
ولكـل حزن زماناً..ولكل فـرح زمانـاً
ولكل بشـر زمانـاً..ولكـل فرسـان زمانـاًوإن زمنهـم إنتهـى بـك منـذ زمــن

*****
قل لهـم
انـك نزفتهـم في لحظـات ألمـك كدمـك
وإنـك أجهضتهـم فـي لحظـات غيابهـم كجنيـن ميـت بداخلـك
وإنـك أطلقـت سراحهـم منـك كـالطيـوروأغلقـت الأبـواب دونـهـم
وعـاهـدت نفسـك ألاّ تفـتـح أبـوابـك
إلاّ
لأولئـك الــذيــن
يسـتـحـقـــون

Tuesday, May 30, 2006

تصبحون على وطن


تصبحون على وطن
عندما يذهب الشهداء إلى النوم
أصحو
وأحرسهم من هواة الرثاء
وأقول لهم
تصبحون على وطن
من سحاب ومن شجر
من سراب وماء
أهنئهم بالسلامة من حادث المستحيل
ومن قيمة المذبح الفائضة
وأسرق وقتاً لكي يسرقوني من الوقت
هل كلنا شهداء؟
وأهمس يا أصدقائي
اتركوا حائطا واحدا، لحبال الغسيل
اتركوا ليلة للغناء،
أعلق أسماءكم أين شئتم
فناموا قليلا وناموا على سلّم الكرمة الحامضة
لأحرس أحلامكم من خناجر حرّاسكم
وانقلاب الكتاب على الأنبياء
وكونوا نشيد الذي لا نشيد له
عندما تذهبون إلى النوم هذا المساء، أقول لكم
تصبحون على وطن
من سحاب ومن شجر
حملوه على فرس راكضة، وأهمس
يا أصدقائي لن تصبحوا مثلنا
حبل مشنقة غامضة.
شعر محمود درويش وغناء مارسيل خليفة

يا نونو


عصفور طل من الشباك
وقال لي يا نونو
خبيني عندك خبيني
دخلك يا نونو
قلت له إنت من وين
قال لي من حدود السما
قلت له جايي من وين
قال لي من بيت الجيران
قلت له خايف من مين
قال لي من القفص هربان
قلت له ريشاتك وين
قال لي فرفطها الزمان
عصفور طل من الشباك
وقال لي يا نونو
خبيني عندك خبيني
دخلك يا نونو
ونزلت عا خدو دمعة
وجناحاتو متكيي
وتهدى بالرض وقال
بدي إمشي وما فيي
وضميتو عا قلبي وصار
يتوجع على جروحاتو
قبل ما يكسر الحبس
تكسر صوتو وجناحاتو
قلت له خايف من مين
قال لي من القفص هربان
قلت له ريشاتك وين
قال لي فرفطها الزمان
قلت له لا تخاف اتطلع
شوف الشمس اللي راح تطلع
واتطلع عالغابة وشاف
أمواج الحرية بتلمع
شاف جوانح عم بتزقزق
من خلف بواب العلية
شاف الغابة عم بتحلق
على جوانح الحرية

Monday, May 29, 2006

انحناء السنبلة


انا من تراب وماء
خذو حذركم أيها السابلة،
خطاكم على جثتي نازلة ،
وصمتي سخاء ،
لأن التراب صميم البقاء ،
وأن الخطى زائلة ؛
ولكن إذا ما حبستم بصدري الهواء ،
سلو الأرض عن مبدأ الزلزلة ،
سلو عن جنوني ضمير الشتاء ،
أنا الغيمة المثقلة ،
إذا أجهشت بالبكاء ،
فإن الصواعق في دمعها مرسلة ؛
أجل إنني أنحني فاشهدو ذلتي الباسلة ،
فلا تنحني الشمس إلا لتبلغ قلب السماء ،
ولا تنحني السنبلة إذا لم تكن مثقلة ؛
ولكنها ساعة الإنحناء ،
تواري بذور البقاء ،
فتخفي برحم الثرى ثورة مقبلة ؛
أجل إنني أنحني تحت سيف العناء ،
ولكن صمتي هو الجلجلة ،
وذل انحنائي هو الكبرياء ،
لأني أبالغ في الإنحناء ،
.لكي أزرع القنـبـلة

Friday, May 26, 2006

استراتيجيات الحصان الميت

هناك حكمة قديمة لدى قبائل الهنود الحمر تقول ’’إذا اكتشفت أنك تركب حصاناً ميتاً ( أو على وشك الموت) فإن أفضل
استراتيجية هي أن تنزل عنه‘‘. إلاّ أن الشائع في بيئة العمل هو اتباع استراتيجيات أخرى فيما يتعلق بالحصان الميت، وهذه قائمة ببعض منها :
1. شراء سوط أقوى .
2. تغيير الفارس .
3. قول أشياء مثل إن هذه الطريقة هي التي نتبعها دائماً في ركوب هذا الحصان .
4. تشكيل لجنة لدراسة الحصان .
5. الترتيب لزيارات ميدانية لشركات أخرى لمعرفة كيف تقوم هذه الشركات بركوب الحصان الميت .
6. رفع معايير ركوب الأحصنة الميتة .
7. تشكيل فريق عمل حيوي لإنعاش الحصان الميت .
8. إيجاد دورة تدريبية لتقوية مقدراتنا في ركوب الخيل .
9. إجراء مقارنة لحالة الخيول الميتة في بيئة الحاضر .
10. تغيير متطلبات إعلان ’’ هذا الحصان ميت‘‘.
11. التعاقد مع جهات خارجية لركوب الحصان الميت .
12. ربط عدة خيول ميتة مع بعضها بعضاً من أجل زيادة سرعتها .
13.تقديم مخصصات مالية إضافية لزيادة أداء الحصان .
14.القيام بدراسة جدوى اقتصادية لمعرفة ما إذا كان التعاقد مع جهات خارجية سوف يكون أقل كلفة في ركوب الحصان 15. شراء أدوات تستطيع أن تجعل من الحصان الميت يجري بسرعة أكبر.
16.رفع شعار أن الحصان يكون’’ أفضل وأسرع وأرخص ‘‘ إذا كان ميتاً .
17. تشكيل جهة خاصة للبحث في استخدامات مجدية للحصان الميت .
18. إعادة النظر في متطلبات الأداء للخيول الميتة .
19. الإعلان بأن هذا الحصان قد تم اقتناؤه بتكلفة ضمن بنود المتغيرات المستقلة.
20.ترقية الحصان الميت إلى منصب استشاري .
21.تسجيل الحصان في جمعية الخيول الأمريكية .

Thursday, May 25, 2006

الربيع





الربيع

كلما كتبت كلمة جديدة...

تنفتح أمامي نافذة جديدة

حتى أنتهي في العراء

والمشكلة أن يدي دائماً على قلبي

متى توقفت ماتت ومات كل شيء

ولذلك قبل أن أشرب أكتب

وقبل أن آكل أكتبوقبل أن أسافر أكتب

وقبل أن أصل أكتب

وقبل أن أبكي أكتب

وقبل أن أصلّي أكتب

وليس عندي كلمة غير صالحة للاستعمال

الكل مطلوب الى الخدمة

كما في حالات النفير العام

فأنا مهدد دائماًبانتمائي وعروبتي وطفولتي وشباب

يوقلمي ولساني ولغتي

ودائماً عندي كلمات جديدة

في الحب والوطن والحرية

وكل شيءولكنني لا أستطيع استعمالها

لأن شبح بلادي الصحراوي

لا يسمح لي بكتابة أي شيءسوى الرقى والتعاويذ والتمائم

على بيضة مسلوقة

لعلاج نكاف الأطفال أو سعالهم

مثل أي شيخ أميّ

في أقاصي الريف البعيد.

طريق الحرير


طريق الحرير
كل يوم أكتشف في وطني مجداً جديداً
وعاراً جديداً
أخباراً ترفع الرأس
وأخرى ترفع الضغط
* * *
مللت اللجوء الى التبغ
والخمر
والمهدئات
وأبراج الحظ
إن سعة الخيال تمزق أعصابي
ولم تعد عندي حدود واضحة أو آمنة بين المجد والعار
والأمل واليأس
والفرح والحزن
والربيع والخريف
والصيف والشتاء
والمذكر والمؤنث
والمرفوع والمنصوب
وها أنا أضع أجمل وآخر قصائدي في أذني
وإصبعي على الزناد
وأنا واثق بأن حلقات من الدخان ستتصاعد كأنها رصاصة حقيقية.

لو كنتِ كالأخريات


لو كنتِ كالأخريات
وكنتُ أنا عابرا في الطريقْ
مالتقينا على مفرق المفردات
وسكبنا على القارئينَ الرحيقْ )
لو كنتِ كالأخرياتِ
وكنتُ من الآخرينْ
لما امتزج الشعر بالياسمينْ ..!
لما فرقَّتنا المواقف
مابين حزنكِ مني ومابين أني حزينْ !
لما غادرتنا المساءتُ
نحو الشوارعِ فارغةً
مثل صدري
وخائفة مثل عينيك
في آخر الليلِ تجتاحها
رعشات الحنينْ

تلك بلادي


بين الحروب
وبين السجون
أصيحُ: بلادي
واشهقُ...
أحتاج حبراً بمقدارِ ما يشهقُ الدمعُ في فمنا
لأكتبَ أحزانَ تاريخنا
وأنسلُّ من مدنٍ كالصفيحِ إلى صدرِ أمي
ألملمُ هذا الحنينَ الموزّعَ بين الحقائبِ
.... والوطنِ المتباعدِ
خلف زجاجِ المطاراتِ
يأخذني للشتاتِ
ويتركني للفُتاتِ
كلما عبرتْ غيمةٌ
اتكأتُ على صخرةٍ
قابضاً جمرتي
وألوّحُ: تلك بلادي

في عينيك عنواني..


قالت: سوف تنساني
وتنسى أنني يوما
وهبتك نبض وجداني
وتعشق موجة أخرى
وتهجر دفء شطآني
وتجلس مثلما كنا
لتسمع بعض ألحاني
ولا تعنيك أحزاني
ويسقط كالمنى اسمي
وسوف يتوه عنواني
ترى.. ستقول يا عمري
بأنك كنت تهواني؟!
* * *
فقلت: هواك إيماني
ومغفرتي.. وعصياني
أتيتك والمنى عندي
بقايا بين أحضاني
ربيع مات طائره
على أنقاض بستان
رياح الحزن تعصرني
وتسخر بين وجداني
أحبك واحة هدأت
عليها كل أحزاني
أحبك نسمة تروي
لصمت الناس.. ألحاني
أحبك نشوة تسري
وتشعل نار بركاني
أحبك أنت يا أملا
كضوء الصبح يلقاني
أمات الحب عشاقا
وحبك أنت أحياني
ولو خيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني
ولو أنساك يا عمري
حنايا القلب.. تنساني
إذا ما ضعت في درب
ففي عينيك.. عنواني

ويمضي العمر..


ويمضي العمر.. يا عمري
وأشعر أن في الأيام يوما.. سوف يجمعنا
وأن الحب رغم البعد سوف يزور مضجعنا
وأن الدهر بعد الصد سوف يعود يسمعنا
ويمسح في ظلام العمر شكوانا.. وأدمعنا
* * *
غدا ألقاك أغنية
يحن لشدوها.. قلبي
وكم سكرت حنايانا
وتاه البعد.. في القرب
فلم نعرف سوى النجوى
لنحيا الحب.. للحب
* * *
غدا يا منية الأيام تجمعنا ليالينا
سنبني للهوى بيتا و نلقي فيه ماضينا
ونكتب فيه ملحمة و نودعها أمانينا
تركت لديك أشعاري فضميها إلى صدرك
وقولي إنها عمري وما عمري سوى عمرك
عرفت الحب أمطارا.. وزهرا في سنا ثغرك
* * *
غدا في الشط تجمعنا
ليالي الصيف والنجوى
وفوق رماله الفرحى
سننسى الحزن والشكوى
نعانق فيه أحلاما
تركناها بلا مأوى
وقد ألقاك في سفر
وقد ألقاك في غربة
كلانا عاش مشتاقا
وعاند في الهوى قلبه
* * *
ويمضي العمر يا عمري
وأشعر أن في الأيام يوما سوف يجمعنا
وأن الدهر بعد الصد سوف يعود يسمعنا
لأن هواك في قلبي سيبقى خالد المعنى

وأنت الحقيقة لو تعلمين


يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو يعلمون
لأنك عندي زمان قديم
أفراح عمر وذكرى جنون
وسافرت أبحث في كل وجه
فألقاك ضوءا بكل العيون
يهون مع البعد جرح الأماني
ولكن حبك لا.. لا يهون
* * *
أحبك بيتا تواريت فيه
وقد ضقت يوما بقهر السنين
تناثرت بعدك في كل بيت
خداع الأماني وزيف الحنين
كهوف من الزيف ضمت فؤادي
وآه من الزيف لو تعلمين
* * *
لماذا رجعت زمانا توارى
وخلف فينا الأسى والعذاب
بقاياي في كل بيت تنادي
قصاصات عمري على كل باب
فأصبحت أحمل قلبا عجوزا
قليل الأماني كثير العتاب
* * *
لماذا رجعت وقد صرت لحنا
يطوف على الأرض بين السحاب؟
لماذا رجعت وقد صرت ذكرى
ودنيا من النور تؤوي الحيارى
وأرضا تلاشى عليها المكان؟
لماذا رجعت وقد صرت لحنا
ونهرا من الطهر ينساب فينا
يطهر فينا خطايا الزمان؟
فهل تقبلين قيود الزمان؟
وهل تقبلين كهوف المكان؟
أحبك عمرا نقي الضمير
إذا ضلل الزيف وجه الحياة
* * *
أحبك فجرا عنيد الضياء
إذا ما تهاوت قلاع النجاة
ولو دمر الزيف عشق القلوب
لما عاش في القلب عشق سواه
دعيني مع الزيف وحدي مع السيف
وتبقين أنت المنار البعيد
وتبقين رغم زحام الهموم
طهارة أمسي وبيتي الوحيد
أعود إليك إذا ضاق صدري
وأسقاني الدهر ما لا أريد
أطوف بعمري على كل بيت
أبيع الليالي بسعر زهيد
لقد عشت أشدو الهوى للحيارى
و بين ضلوعي يئن الحنين
وقد استكين لقهر الحياة
ولكن حبك لا يستكين
يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو تعلمين

من قال أن النفط أغلى من دمي ?



من قال إنّ النفط أغلى من دمي؟!
ما دام يحكمنا الجنون..
سنرى كلاب الصيد
تلتهم الأجنة في البطون
سنرى حقول القمح ألغاماً
ونور الصبح ناراً في العيون
سنرى الصغار على المشانق
في صلاة الفجر جهراً يصلبون
ونرى على رأس الزمان
عويل خنزير قبيح الوجه
يقتحم المساجد والكنائس والحصون
وحين يحكمنا الجنون
لا زهرة بيضاء تشرق
فوق أشلاء الغصون
لا فرحة في عين طفل
نام في صدر حنون
لا دين..لا إيمان..لا حق
ولا عرض مصون
وتهون أقدار الشعوب
وكل شيء قد يهون
ما دام يحكمنا الجنون
أطفال بغداد الحزينة يسألون ..
عن أيّ ذنب يقتلون
يترنحون على شظايا الجوع ..
يقتسمون خبز الموت..
ثمّ يودعون
شبح الهنود الحمر يظهر في صقيع بلادنا
ويصيح فيها الطامعون..
من كلّ جنس يزحفون
تبدو شوارعنا بلون الدم تبدو قلوب الناس أشباحاً
ويغدو الحلم طيفاً عاجزاً
بين المهانة..والظنون
هذي كلاب الصيد فوق رؤوسنا تعوي
ونحن إلى المهالك..مسرعون..
أطفال بغداد الحزينة في الشوارع يصرخون
جيش التتار..يدق أبواب المدينة كالوباء..
ويزحف الطاعون
أحفاد هولاكو على جثث الصغار يزمجرون
صراخ الناس يقتحم السكون
أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات..
مخالب سوداء تنفذ في العيون
ما زال دجلة يذكر الأيام..
والماضي البعيد يطلّ من خلف القرون
عبر الغزاة هنا كثيرا..ثم راحوا..
أين راح العابرون؟؟
هذي مدينتنا..وكم باغ أتى..
ذهب الجميع
ونحن فيها صامدون
سيموت هولاكو
ويعود أطفال العراق
أمام دجلة يرقصون
لسنا الهنود الحمر..
حتى تنصبوا فينا المشانق
في كل شبر من ثرى بغداد
نهر..أو نخيل..أو حدائق
وإذا أردتم سوف نجعلها بنادق
سنحارب الطاغوت فوق الأرض..
بين الماء..في صمت الخنادق
إنا كرهنا الموت..لكن..
في سبيل الله نشعلها حرائق
ستظلّ في كل العصور وإن كرهتم
أمة الإسلام من خير الخلائق
أطفال بغداد الحزينة..
يرفعون الآن رايات الغضب
بغداد في أيدي الجبابرة الكبار..
تضيع منّا..تغتصب
أين العروبة..والسيوف البيض..
والخيل الضواري..والمآثر..والنّسب؟
أين الشعوب وأين العرب؟
البعض منهم قد شجب..
والبعض في خزي هرب
وهنالك من خلع الثياب..
لكلّ جّواد وهب..
في ساحة الشيطان يسعى الناس أفواجا
إلى مسرى الغنائم والذهب
والناس تسال عن بقايا أمّة
تدعى العرب!
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
ولم يعد في الكون شيء من مآثر أهلها..
ولكل مأساة سبب
باعوا الخيول..وقايضوا الفرسان
في سوق الخطب
فليسقط التاريخ..ولتحيا الخطب!!
أطفال بغداد يصرخون..
يأتي إلينا الموت في الّلعب الصغيرة
في الحدائق ..في المطاعم..في الغبار
تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ..
لا يبقى منها لنا ..جدار
عار..على زمن الحضارة..أيّ عار
من خلف آلاف الحدود..
يطلّ صاروخ لقيط الوجه..
لم يعرف له أبداً مدار
ويصيح فينا: "أين أسلحة الدمار؟؟"
هل بعد موت الضحكة العذراء فينا..
سوف يأتينا النهار
الطائرات تسد عين الشمس..
والأحلام في دمنا انتحار
فبأيّ حق تهدمون بيوتنا
وبأي قانون..تدمر ألف مئذنة..
وتنفث سيل نار
تمضي بنا الأيام في بغداد
من جوع..إلى جوع....ومن ظمأ..إلى ظمأ
وجه الكون جوع..أو حصار
يا سيد البيت الكبير.. يا لعنة الزمن الحقير
في وجهك الكذاب.. تخفي ألف وجه مستعار
نحن البداية في الرواية.. ثم يرفع الستار
هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار
هل صار تجويع الشعوب.. وسام عزّ وافتخار؟!
هل صار قتل الناس في الصلوات.. ملهاة الكبار؟!
هل صار قتل الأبرياء.. شعار مجد..وانتصار؟!
أم أن حق الناس في أيامكم.. نهب..وذلّ ..وانكسار
الموت يسكن كل شيء حولنا.. ويطارد الأطفال من دار..لدار
ما زلت تسأل: "أين أسلحة الدمار.؟"
أطفال بغداد الحزينة..في المدارس يلعبون
كرة هنا..كرة هناك..طفل هنا..طفل هناك
قلم هنا..قلم هناك..لغم هنا..موت..هلاك
بين الشظايا..زهرة الصبار تبكي
والصغار على الملاعب يسقطون
بالأمس كانوا هنا..
كالحمائم في الفضاء يحلقون
فجر أضاء الكون يوما.. لا استكان ولا غفا
يا آل بيت محمد..كم حنّ قلبي للحسين..وكم هفا
غابت شموس الحق .. والعدل اختفى
مهما وفى الشرفاء في أيامنا.. زمن "النذالة" ما وفى
مهما صفى العقلاء في أوطاننا.. بئر الخيانة ما صفى..
بغداد يا بلد الرشيد..
يا قلعة التاريخ ..والزمن المجيد
بين ارتحال الليل والصبح المجنّح
لحظتان..موت..و..عيد..
ما بين أشلاء الشهيد يهتز
عرش الكون في صوت الوليد
ما بين ليل قد رحل.. ينساب صبح بالأمل
لا تجزعي بلد الرشيد.. لكلّ طاغية أجل
طفل صغير..ذاب عشقا في العراق
كراسة بيضاء يحضنها..وبعض الفلّ..
بعض الشعر والأوراق
حصالة فيها قروش..من بقايا العيد..
دمع جامد يخفيه في الأحداق
عن صورة الأب الذي قد غاب يوما..لم يعد..
وانساب مثل الضوء في الأعماق
يتعانق الطفل الصغير مع التراب..
يطول بينهما العناق
خيط من الدم الغزير يسيل من فمه..
يذوب الصوت في دمه المراق
تخبو الملامح..كل شيء في الوجود
يصيح في ألم : فراق
والطفل يهمس في آسى:
اشتاق يا بغداد تمرك في فمي..
من قال إن النفط أغلى من دمي
بغداد لا تتألمي..
مهما تعالت صيحة البهتان في الزمن العَمي
فهناك في الأفق يبدو سرب أحلام.. يعانق انجمي
مهما توارى الحلم عن عينيك.. قومي..واحلمي
ولتنثري في ماء دجلة أعظمي
فالصبح سوف يطلّ يوما.. في مواكب مأتمي
الله اكبر من جنون الموت .. والموت البغيض الظالمِ
بغداد..لا تستسلمي.. بغداد ..لا تستسلمي
من قال إن النفط أغلى من دمي؟!

قررت يا وطني

قررت يا وطني اغتيالك بالسفر ....
و حجزت تذكرتي و ودعت الجداول و السنابل و الشجر
و أخذت تصاوير الحقول و أخذت امضاء القمر
و أخذت وجه حبيبتي و أخذت رائحة المطر ...
قلبي عليك و أنت يا وطني تنام على حجر
..******************************
يا أيها الوطن المسافر
في الخطابة و الرواية و النصوص المدرسية
.....يا أيها الوطن المصور
في بطاقات السياحة و القصائد و النصوص المسرحية
...يا أيها الوطن المحاصر بين أسنان الخلافة و الامارة و الوراثة
........و جميع أسماء التعجب و الاشارة .......
يا أيها الوطن الذي شعراءه
....... يضعون كي يرضوا السلاطين الرموش المستعارة
*****************************
يا سيدي الجمهور إني مستقيل ......
يا سيدي الجمهور إني مستقيل .....
فدور مهرج السلطان
عندي دور مستحيل
.....إني قتلتك يا وطني
...... و اكتشفت بأنني كنت القتيل ...

وداعاً يا صديق العمر


وداعاً .. أيها الدفترْ
وداعاً يا صديق العمر، يا مصباحيَ الأخضرْ
ويا صدراً بكيتُ عليه، أعواماً، ولم يضجَرْ .
ويا رفْضي .. ويا سُخطي ..
ويا رعْدي .. ويا برقي ..
ويا ألماً تحولَ في يدي خِنْجَرْ ..
تركتكَ في أمانِ الله ،
يا جُرحي الذي أزهرْ
فإن سرقوكَ من دُرْجي
وفضُّوا خَتْمَكَ الأحْمَرْ
فلن يجدوا سوى امرأةٍ
مبعثرةٍ على دفترْ ....

يوميّــات رجــلٍ مهْــزوم


يوميّــات رجــلٍ مهْــزوم
.. لم يحدث أبدا
أن أحببت بهذا العمق
.. لم يحدث .. لم يحدث أبدا
.. أني سافرت مع امرأة
.. لبلاد الشوق
.. وضربت شواطئ نهديها
كالرعد الغاضب ، أو كالبرق
فأنا في الماضي لم أعشق
.. بل كنت أمثل دور العشق
.. لم يحدث أبداً
أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق
لم أعرف قبلك واحدة
.. غلبتني ، أخذت أسلحتي
.. هزمتني .. داخل مملكتي
.. نزعت عن وجهي أقنعتي
لم يحدث أبدا ، سيدتي
أن ذقت النار ، وذقت الحرق
كوني واثقة.. سيدتي
سيحبك .. آلاف غيري
وستستلمين بريد الشوق
لكنك .. لن تجدي بعدي
رجلا يهواك بهذا الصدق
لن تجدي أبداً
.. لا في الغرب
.. ولا في الشرق

قصة الحمار الميت

قصة الحمار الميت
في يوم من الايام راح سرار البر وإتفق مع راعي غنم واشترى منه حمار ب 100 دينار وقاله راح اجيك بكره استلمهفي اليوم الثاني راح وقاله راعي الغنم عندي لك خبر مو حلوقال : إعذرني ياولدي الحمار ماتقاله سرار : بسيطه رجعلي فلوسي ومافي مشكلهقال الراعي : بس انا صرفت الفلوسقاله : هم بسيطه راح اخذ منك الحمار الميتسأله الراعي : شنو تبي تسوي فيه هذا ميتقاله : راح اسوي عليه سحب يانصيبقال الراعي : معقوله تسوي عليه سحب يانصيب وهو ميتقاله سرار : مو انا ما راح اقول لهم انه ميت بس انت لاتقول حق احد وشوف بعدينوبعد مرور شهر إلتقى راعي الغنم بسرار وسأله ها شنو صار بالحمار الميتقاله سرار : سويت عليه السحب وبعت 500 بطاقه وكل بطاقه بعشر دنانير وبالأخير ربحت 4990 دينارقال الراعي : ومحد إعترضقاله سرار : محد إعترض إلا الشخص اللي ربح السحب قال الراعي : وبعدينقاله سرار : ولا قبلين رجعت العشره مالتهودارت الأيام وكبر شرار وأصبح احد القاده في المجلس

و عاد في كفن



-1-
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
*
كان اسمه...
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...
خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد
طريقه إليه...
أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
أخاف أن تنام في قلوبنا
جراحنا ...
أخاف أن تنام !!
كان الفتى صغيرا ...
فغاب عن طريقها
و لم يفكر بالهوى كثيرا ...!
-3-
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب
لأمه : الوداع !
ما قال للأحباب... للأصحاب :
موعدنا غدا !
و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين
تقول إني عائد... و تسكت الظنون
و لم يخط كلمة...
تخاطب السماء و الأشياء ،
تقول : يا وسادة السرير!
يا حقيبة الثياب!
يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :
أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟
يداه سلتان من ريحان
و صدره و سادة النجوم و القمر
و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
أما رأيتم شاردا
مسافرا لا يحسن السفر!
راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى
إن جاع في طريقه ؟
من يرحم الغريب ؟
قلبي عليه من غوائل الدروب !
قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!
قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !
يا دروب ! يا سحاب !
قولوا لها : لن تحملي الجواب
فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا
لأنه ...
لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !
-4-
يا أمه!
لا تقلعي الدموع من جذورها !
للدمع يا والدتي جذور ،
تخاطب المساء كل يوم...
تقول : يا قافلة المساء !
من أين تعبرين ؟
غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون
سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين
لحظتين !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
يا أمه !
لا تقلعي الدموع من جذورها
خلي ببئر القلب دمعتين !
فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه
أو صديقه أنا
خلي لنا ...
للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !
-5-
يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
حرائق الرصاص في وجناته
وصدره... ووجهه...
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !
-1-
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
*
كان اسمه...
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...
خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد
طريقه إليه...
أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
أخاف أن تنام في قلوبنا
جراحنا ...
أخاف أن تنام !!
كان الفتى صغيرا ...
فغاب عن طريقها
و لم يفكر بالهوى كثيرا ...!
-3-
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب
لأمه : الوداع !
ما قال للأحباب... للأصحاب :
موعدنا غدا !
و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين
تقول إني عائد... و تسكت الظنون
و لم يخط كلمة...
تخاطب السماء و الأشياء ،
تقول : يا وسادة السرير!
يا حقيبة الثياب!
يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :
أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟
يداه سلتان من ريحان
و صدره و سادة النجوم و القمر
و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
أما رأيتم شاردا
مسافرا لا يحسن السفر!
راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى
إن جاع في طريقه ؟
من يرحم الغريب ؟
قلبي عليه من غوائل الدروب !
قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!
قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !
يا دروب ! يا سحاب !
قولوا لها : لن تحملي الجواب
فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا
لأنه ...
لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !
-4-
يا أمه!
لا تقلعي الدموع من جذورها !
للدمع يا والدتي جذور ،
تخاطب المساء كل يوم...
تقول : يا قافلة المساء !
من أين تعبرين ؟
غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون
سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين
لحظتين !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
يا أمه !
لا تقلعي الدموع من جذورها
خلي ببئر القلب دمعتين !
فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه
أو صديقه أنا
خلي لنا ...
للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !
-5-
يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
حرائق الرصاص في وجناته
وصدره... ووجهه...
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !

It is not for me

ويضيع العمر - لفاروق جويدة
يا رفيقَ الدَّرب
تاه الدَّرْبُ منّا .. في الضباب
يا رفيقَ العمر
ضاعَ العمرُ .. وانتحرَ الشباب
آهِ من أيّامنا الحيرى
توارتْ .. في التراب
آهِ من آمالِنا الحمقى
تلاشتْ كالسراب
يا رفيقَ الدَّرْب
ما أقسى الليالي
عذّبتنا ..
حَطَّمَتْ فينا الأماني
مَزَّقَتْنا
ويحَ أقداري
لماذا .. جَمَّعَتنا
في مولدِ الأشواق
ليتها في مولدِ الأشواقِ كانتْ فَرّقَتْنا
لا تسلني يا رفيقي
كيف تاهَ الدربُ .. مِنَّا
نحن في الدنيا حيارى
إنْ رضينا .. أم أَبَيْنَا
حبّنا نحياه يوماً
وغداً .. لا ندرِ أينَ !!
لا تلمني إن جعلتُ العمرَ
أوتاراً .. تُغنّي
أو أتيتُ الروضَ
منطلقَ التمنّي
فأنا بالشعرِ أحيا كالغديرِ المطمئنِّ
إنما الشعرُ حياتي ووجودي .. والتمنّي
هل ترى في العمر شيئاً
غير أيامٍ قليلة
تتوارى في الليالي
مثل أزهارِ الخميلة
لا تكنْ كالزهرِ
في الطُّرُقَاتِ .. يُلقيه البشر
مثلما تُلقي الليالي
عُمْرَنا .. بين الحُفَر
فكلانا يا رفيقي
من هوايات القَدَر
يا رفيقَ الدَّرْب
تاهَ الدربُ مني
رغمَ جُرحي
رغمَ جُرحي ..
سأغنّي