Wednesday, August 30, 2006

اعْتِذارٌ صَريحٌ لِحَبيبَتي

- 1 -
مَطَرٌ عَلى جُدرانِ لَيلَتِنا..وَمازالتْ عُيونُ الليلِ باكِيَةً..وَكَمْ أَحتاجُ هذا الوَقْتَ أَن أَبكي،وَلكنِّي عَصِيُّ الدَّمعِ يا فِردَوسِيَ المَفقودَ..في هذا المَساءْضاعَتْ جَميعُ الأَبجَديَّاتِ احْتَرقْتُ..لِكي أُكَوِّنَ أَبجَدِيَّةَ حُبِّنالَكنَّهُمْ قَد صادَروا كُلَّ الحُروفِ..وَأَبجَديَّةَ حُبِّنا،قَد صادَروا لُغَتي، وَحُنْجُرَتي،وَعَينيْكِ اللتينِ إِليهِما آوي..إِذا ضاقَ الفَضاءْعَيناكِ تَحتَرِقانِ في قَلبي.. وَعُمْري في مَحَطَّتِهِ الأَخيرَةِ..يَسأَلُ الرُّكَّابَ عَن عَينيْكِ..هَل رَحَلَ الرَّبيعُ وَلَمْ تَزَلْ عَيناكِ في الدُّنيا؟وَهَل رَحَلتْ عُيونُكِ أَم سَتَبقى؟هَل سَنَبقى دُونَما شَمسٍ وَلا قَمَرٍ- إِذا ما سافَرتْ عيناكِ سَيدتي - إِلى يَومِ اللقاءْ ؟!

- 2 -
تَتَلأْلَئينْ..كَسَنىً بَهيجٍ تَلمَعينْيا مَن يُغَطِّي جِسْمَها،عِشرونَ حَقلاً مِن حُقولِ الياسَمينْيا مَن يَسيرُ وراءهَا، سِربٌ مِنَ الغِزلانِ، كَي تَتَعَلَّمَ المَشيَ الأَنيقَ..عَلى غُيومِ القَلبِ، في فَصْلِ الهَوىتَمشي فَراشاتٌ مُلَوَّنَةٌ، وَراءَ مَليكَتيوَأَنا حَزينْ

- 3 - مُرِّي مُرورَ سَحابَةٍ بَيضاءَ..فَوقَ حُقولِ قَلبي،وَاهطِلي بَرَداً وَثَلجَاً، طَهِّريهِ مِنَ الفُتورْتَتَراقَصُ الكَلِماتُ فَوقَ يَدي..وَبَينَ أَصابِعي..وَأَنا أُحاوِلُ أَنْ أُشَكِّلَ مِنكِ أُغنِيَةً..وَلكنَّ الحُروفَ تَضيعُ ما بَينَ السُّطورْمازِلتُ أَبْحَثُ عَن رَحيقِ الحَرفِ في لُغَتي..وَلكنِّي وَجَدتُ حَريقَهُفَتَقَلَّبتْ بَعضُ الحُروفِ.. وَغَيَّرتْ مَعنى السِّياقِ،فَغِبتِ أَنتِ مَعَ الحُضورْمَن ذا يُعيدُ كِتابَتي وَقِراءتي؟وَالحُزنُ أَرهَقَني وَأَرهَقَ ما تَبَقَّىفي إِناءِ الرُّوحِ مِنْ رَمَقٍ..وَمِن وَشَلٍ وَمِن صَبرٍ صَبورْ

- 4 -
أَحَبيبَتي..قَدْ نَلتَقي في غُربةِ الرُّوحِ،اترُكيني هائِماً بَينَ المَنافي وَالفَيافي وَالضِّفافِ..فَقد أَجِيءُ وَلا أَجيءُ..فَحاوِلي أَن تَقرَئِيني مَرَّةً أو مَرَّتَيْنِ،وَحاوِلي أن تَعشَقيني مَرَّةً أَو مَرَّتيْنِ،وَحاوِلي أن تَقتُليني مَرَّةً أو مَرَّتيْنِ،لِكي أَعيشَ أنا وَأنتِ بِروحِنا الأَبَدِيِّ..في وَطَنٍ يُعَلِّمُنا تَرانيمَ الهَوىفَسَنَملأُ الجَرَّاتِ بِالخَمرِ المُقَدَّسِ وَالمُعَتَّقِ،ثُمَّ نَمزُجُهُ وَنَشرَبُهُ بِدَمعِ الزَّنْجَبيلْوَسَأَجْمَعُ النَّجمَ المُسافِرَ بَينَ أَحضانِ المَدى..تاجاً يُزَيِّنُ رأسَكِ العالي.. وَأَجْمَعُ مِن عُيونِ الليلِ كَأْساً.. كي أُكَحِّلَ مِنهُ عَينيْكِ المُسافِرَتَيْنِ في قَلبي،وَأَصغي يا مُعَذِّبَتي لِصَوْتِكِ وَالهَديلْ

- 5 - شَفَتاكِ أَشهى مِن نَبيذِ الليلِ..لَكنِّي تَعبتُ..تَعبتُ مِن تَفكيرِيَ المَسجونِ في عَقلي..فَحولَ العَقلِ أَلفُ كَتيبَةٍلا أَنتِ قادِرةٌ عَلى الأَحلامِ سَيِّدتي..ولا أَنا قادِرٌ ، وَالحُلْمُ عيدْبَيني وَبَينَكِ حائِطٌ يَعلو.. وَيَعلو..كُلَّما حاوَلتُ أَنْ أَعلو ، عَلا..عَيناكِ تَبتَعِدانِ في الأُفُقِ البَعيدْوَالرُّوحُ هائِمَةٌ..وَقَلبي وَالمزامِيرُ العَتيقَةُ وَالنَّشيدْ

- 6 -
أَعداؤُنا أَخَذوا عُيونَكِ..يا مُعَذِّبَتي وَراحواأَخَذوا النَّشيدَ - نَشيدَ إِنشادي وَراحواوَضَعوا القَصيدَةَ في وُجاقِ النَّارِ سَيِّدتي ، وَباحوالليلِ ما لا يُستَباحُسَحَبوكِ مِن روحي وَثاروا وَاستَراحواوَالقَلبُ تَمْلأُهُ الجِراحُيا طائِرَ الفينيقِ في قَلبي أَفِقْ..أَنا طائِرٌ لَكِ مِن بَقايا العُمرِ..مِن صَمْتِ الرَّمادِ..فَحَرَّضوا بَعضي عَلى بَعضي،فَما خَفَقَ الجَناحُ

- 7 -
أَعداؤُنا يَتكاثَرونَ يُحاصِرونَ قَصيدَتيفَخُذي سَديمَ الرُّوحِ وَانْتَشِري..دُهوراً حَولَ أَيَّامي وَلا لا تَرحَلي..أَبَداً وَظَلِّي مِثلَ ظِلِّي لا يُفارِقُني،خُذي ما شِئتِ أَنتِ حَبيبَتي،وَطَني وَداريوَأَنا المُحاصَرُ بَينَ حُزني وَانْكِساري..بين وَجْهَكِ وَاحْتِضاري..بَينَ أَشواقي وَناريفَلِذا أُقَدِّمُ يا مُعَذِّبَتي اعْتِذاري

No comments: